الكائنات الحية المولدة للضّوء



إهتم العلماء كثيرا باليراعات وحاولوا لسنوات طويلة أن يستحدثوا ضوء يماثل الضوء المنبعث من اليراعات، إلا أنهم لم يستطعوا إلى حد الآن  و سبب اهتمام العلماء باليراعات هو قدرتها على إنتاج الضوء دون أن تتأثر بحرارة هذا الضوء ! فهي تستطيع توليد الضوء دون أي استهلاك يذكر من الطاقة


والمحير في الموضوع هو توليد الحشرة للضوء دون التأثر بالطاقة الحرارية لهذا الضوء، فالمعروف علمياً أن أي وسيلة لإنتاج الضوء لا بد أن تنتج حرارة مصاحبة له، وتكون هذه الحرارة مشعة إلى الخارج على شكل طاقة حرارية. والمفترض أن هذه الحشرات تتأثر سلبياً بالحرارة الناتجة من الضوء، ولكن الواقع غير ذلك تماماً؛ لأنها لا تتأثر أبداً بهذه الحرارة، وسبب ذلك يرجع إلى كمية الحرارة الضئيلة جداً المتولدة عن إنتاج الضوء. ويمكن لنا أن ندعو الضوء الذي تولده بـ”الضّوء البارد”. وأجهزة الجسم في هذه الحشرات مصممة لتتلاءم مع هذه الظاهرة.




إنّ اليراعات حشرات تجري داخل أجسامها تفاعلات كيميائية ينتج عنها ضوء لونه أخضر مصفر، وتستخدم هذا الضّوء كوسيلة لتبادل الاتصال أو للتّكاثر، وتختلف الحشرات من ناحية مدة التّوهج الضّوئي. وهناك نوع آخر تقوم أنثاه بهذه الوظيفة التكاثرية، و ثمّة أنواع أخرى يكون فيها هذا التوهج الضوئي كوسيلة للدفاع عن النفس؛ لأنّ التوهج الضوئي يولّد حسّاً لدى العدو بأن طعم الحشرة الضوئية سيّئ للغاية.




وإلى جانب “اليراع” هناك كائنات حية بحرية وحشرات أخرى لديها خاصية توليد الضوء، وتختلف فيما بينها من ناحية كيفية توليد هذا الضوء و الغرض منه و مدة التوهج الضوئي و نوع الضوء المتولّد.

ولا شكّ في أن هذه الحشرات أو الكائنات الحية لم تمتلك تلك الأجهزة الجسمية التي تمكنها من توليد الضوء متعدد الأغراض من تلقاء نفسها، ولا يمكن أن تكون قد اكتسبت هذه الصفة الدائمة فيها من تلقاء نفسها أيضاً، ومن المستحيل أن تكون المصادفة سبباً في قدرة هذه الأحياء على توليد الضّوء من دون أن يلحقها منه ضرر.

إنّ هذه الكائنات الحية دليل على قدرة الله تعالى في الخلق، فهو الله القوي العزيز الجبار الذي خلق الأشياء وأودع فيها آياته تخاطب عقول البشر المتفكرين.

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } سورة  لقمان 11