في أخطاء المؤمنين أيضا خير




إن ارتكاب الأخطاء هي من الأمور التي يفزع الناس منها فزعا شديدا في المجتمعات التي يكثر فيها الجهل. فعندما يرتكب الإنسان خطأ يتعرض للإهانة ويصبح عرضة للسخرية. أو لعل خطأه ذاك قد يجعله يفقد فرصا ربما رآها مهمة. فارتكاب الخطإ في المجتمعات الجاهلية هو بمثابة الكابوس الذي ينبغي عدم الوقوع فيه.

أما القرآن الكريم فينظر إلى هذه المسألة من زاوية أخرى مختلفة. فالمؤمن لا يحكم على الناس من خلال أخطائهم، لأنه يعرف أن الذي أخطأ إنسان وكل الناس خطائين. ولذلك فالمؤمن، على العكس يشعر بالرحمة والشفقة على المخطئين.


عندما يرتكب المؤمن خطأ, يتأمله جيدا ويدرك بضميره الحي مواطن الخطإ؛ فمخافته من الله تعالى وضميره ينبهانه على الفور. فهو يناضل ليصحح أخطاءه, ويدعو الله الحليم ويسأله التوبة.


ففي الواقع, إن ما يشعر به المؤمن من ندم بعد ارتكابه للخطأ, لن يقوده إلا إلى خير وذلك لأن شعوره ليس من نوع الندم المشوب برثاء النفس الذي يشعر به غير المؤمن, بل هو إقدام و تصميم على عدم تكراره مجددا. إن الإذعان الذي يظهره المؤمن لله, وتوكله عليه والعمل مع الإدراك أن كل الأحداث إنما هي جزء من قضائه وقدره كلها عوامل مهمة بالنسبة إليه، فهي تقربه أكثر من خالقه.


قال - صلى الله عليه وسلم - : (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)      رواه الترمذي و غيره