معجزة أجنحة الطيور التي قادت الدراسات والأبحاث على صناعة تقنيّات الطيران؟

كيف تساعد أجنحة الطيور على صناعة تقنيّات الطيران؟ لقد قادت الدراسات والأبحاث على الطيور إلى تغييرات هامة في بنية أجنحة الطائرات

فقد كانت أول نتائج ذلك استفادة الطائرة المقاتلة الأمريكية إف مائة وإحدى عشر إذ ليس لديها أسطح للتحكم مثل الجنيحات واللوحات والتي تستخدم للسيطرة على تحركات الطائرات

فبدلا من ذلك تماما كما تفعل الطيور يمكن لتلك المقاتلة إف مائة وإحدى عشر اكتساح الجناحين انحناءا وتغييرا حيث يسمح هذا أن تبقى متوازنة حتى حين تحول مسارها في الجوّ


خلال الرحلة على الطائرة يمكن إجراء تغيرات في الضغط على حافة الجناح نتيجة تشكل التيارات ودوامات الهواء الصغيرة على حواف الأجنحة التي يمكن أن تعيق أداء الطيران

(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) النحل 79

وقد كشفت بعض دراسات أبحاث الطيران أنه عندما تطير النسور فإنها تفتح ريشة من الريش الأكبر على حافة الجناح تشبه أصابع اليد

 وبناء على هذه الملاحظة فإنه يعتقد الباحثون أنه عليهم أخذ نموذج النسور لجعل الجنيحات المعدنية الصغيرة ومحاولة تطبيقها في عالم الطيران أي 
جناح صغير يتّصل في آخر الجناح الكبير

باستخدام تلك المحاولة كان هؤلاء المخترعون والباحثون يأملون أن يكون من الممكن الحدّ من آثار دوامات الهواء وتقليلها إلى أقل ما يمكن

 وذلك من خلال عمل سلسلة من دوامات هوائية أصغر لتحلّ وتأتي محلّ تلك الدوامات الهوائية الكبيرة التي سبق وأن تسببت بمشاكل جوّيّة

حيث أثبتت التجارب أن هذه الفكرة صحيحة وهم الآن عازمون على تنفيذها في الطائرات



( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) النور 41


إنّ علوم القرن العشرين قد فشلت في كشف التقنيات الديناميكية الهوائية للذّبابة ففي أثناء طيران الذباب فإنه يدق أجنحته بمعدل  مئات المرات في ظرف وجيز

وبعض الحشرات أيضا يمكن أن ترفرف وتدوّر وتلفّ أجنحتها  مئات المرات في زمن قياسي


كما تنفذ بعض الحشرات العديد من الحركات بسرعة فائقة وغير عادية إنّ مثل هكذا تصميم لمن الصّعب بمكان أن يستنسخ عنه نسخة تكنولوجية أي من صنع الإنسان

 من أجل الكشف عن تقنيات طيران ذبابة الفاكهة فإنّ مايكل ديكنسون وهو الأستاذ في قسم البيولوجيا التكامليّة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي

 قام مع زملائه بصناعة روبوت أسموه "بوبوفلاي" أي "الذّبابة الرّوبوت" تقوم بتقليد حركة الذبابة عندما ترفرف بأجنحتها ولكن الذبابة ترفرف بجناحيها على نطاق أكبر بمائة ضعف وأسرع بألف مرة من سرعة تلك الذبابة الروبوت

 حيث يمكن لتلك الذبابة الآليّة المخترعة أن ترفرف بجناحيها مرة واحدة كل خمس ثوان مدفوعة بستة محركات يتم السيطرة عليها بواسطة الحاسوب


لسنوات خلت فإن العديد من العلماء من أمثال البروفيسور ديكنسون أجروا التجارب العديدة على أمل اكتشاف تفاصيل حول كيف ترفرف الحشرات بأجنحتها ذهابا وإيابا

 فخلال تجاربه على ذباب الفاكهة اكتشف ديكنسون أن أجنحة تلك الحشرات لا تتأرجح صعودا وهبوطا كما لو تعلقت عبر مفاصل خاصة بسيطة تتيح لها التحرّك

ولكنها في الواقع تستخدم تقنيات هوائية هي الأكثر تعقيدا على الإطلاق وعلاوة على ذلك فإن عملية توجيه الأجنحة خلال عملية الرفرفة والطيران تكون عبر سطح الجناح الاكبر والأوسع الذي يواجه ضغطا يجعله يتحرك إلى أسفل


ولكن بعد ذلك فإنّ ذلك الجناح يدور حول محوره بحيث أن أسفله يواجه ضغطا يعمل على ارتفاع الجناح بشكل ما

 إن العلماء في محاولات لتحليل هذه الحركات المعقدة قد أقرّوا وقالوا بأنّ آليّة عمل تلك الأجنحة في الجوّ هي حالة مستقرة وتقليدية ثابتة بالنسبة لطيران الحشرات

 وإنّ ذلك النهج والأسلوب غير كاف لعمل أجنحة الطائرات


إنّ ذبابة الفاكهة لها مقدرات متعددة تقوم بها وهي في جوّ السماء فعلى سبيل المثال عندما ترفرف بأجنحتها فإنها تترك وراءها دوامة معقدة من التيارات الهوائية ليست مثل دوامة ما خلف السفينة في الماء

 فكلما عكس الجناح اتجاهه في تلك الذبابة فإنه يمر مرة أخرى من خلال هذا الهواء بشكل متماوج ويستعيد بعض الطاقة المفقودة مسبقا

 وتعتبر العضلات التي تسمح لذبابة الفاكهة التي هي 2.5 ملم طولا تسمح لأجنحتها بأن ترفرف في زمن قياسي وعضلاتها أقوى من عضلات الحشرات الأخرى


أما عيون ذبابة الفاكهة فحادة ودقيقة الملاحظة ولها أجنحة خلفية صغيرة خاصة تعرف باسم "هالترز" تساعدها على التوازن في أثناء عملية الطيران والدّوران

 ذبابة الفاكهة  لها أيضا أجهزة استشعار تنظم توقيت خفقان ورفرفة الجناح إن ذلك كله شاهد على كمال واكتمال ذلك التصميم المعجز والمدهش

عاش الذباب مستخدما تلك التقنيات والأساليب والقواعد الهوائية الخاصة به لملايين السنين

إن العلماء المجهزون بتقنيّات علمية متقدمة  إلى حد اليوم لا يمكن لهم حساب تلك التقنيات للحشرات الطائرة حسابا دقيقا

إن ذلك كله ما هو إلا برهان ودليل قاطع من البراهين الدالة بوضوح إلى الخالق سبحانه

أولئك القادرون على التفكّر في عظم صنع الله فإن الله يساعدهم على التفكر والتفكير ويكشف لهم الأسرار بخصوص طبيعة لا تضاهى ولا خالق لها إلا الله

 بحكمته وعلمه لما يصلح لتلك الذبابة المتناهية الصغر الله هو وحده القادر على ذلك الخلق الأعظم


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) الحج 73